الإذاعي الكبير غازي عبد المحسن يثمن دور الأهلية: الطموح وحده لا يكفي (حوار)
حوار منة الله مسعود
نسجت من الخيال حقيقه تجولت في أرجاء منبر العلم والتعلم والتعليم الجامعة الأهلية، فاستوقفني لقائي بصوت الإذاعية البحريني الإعلامي المخدرم غازي عبد المحسن الذي عشنا معه منذ نعومة أظافرنا الصوت الذي يأسرك ويضرب مسامعك ويدخل روحك بدون إستئذان، واضعًا بصمته وتأثيره إلى اليوم ،حاورنا معلمنا المبجل بكل الصراحة قائلا وقع اختياري على الجامعة الأهلية ،لإعتمادها دوليا إقليميا وعالميا ،ولتصدرها قائمة الجامعات بوضع الثقة فيها كمنبر أكاديمي وتعليمي ينافس الجامعات في كافة بقاع الأرض.
تحدث عبد المحسن عن تجربته الثرية في مجال الإعلام وكيف أن الجامعة الأهلية تساهم في إعداد جيل جديد من اللإعلاميين المتخصصين ذوي الكفاءة العالية وإشاد بالمناهج الدراسية المتطورة والتقنيات الحديثة التي تعتمدها الجامعة ما يجعلها بيئة تعليمية مثالية للطلاب، الطموحين كما أكد على أهمية الإبتكار والتجديد في المجال الأكاديمي لضمان مواكبة التغيرات السريعة في عالم الإعلام ، وفي ختام الحوار عرب عبد المحسن عن فخره بأن يكون جزءا من هذا الصرح الأكاديمي المرموق داعيا الشباب البحريني للإنضمام إلى مسيرة العلم والمعرفة في الجامعة الأهلية لتحقيق طموحاتهم المستقبلية، نصطحب الإذاعي مخدرا في حوار إستثنائي على جميع الأصعدة التحدي الكبير الأكبر الإذاعي الأستاذ غازي عبد المجيد.
حدثنا عن بدايتك في عالم الإعلام منذ بدأت؟
ومن نعومة أظافري وأنا أقرأ الإذاعة الصباحية حينما لم أفهم لماذا تم اختياري ووضع ثقة فيا على الرغم من صغر سني تمر سنوات، وأشاء القدر لي أن أستمر في هذا المجال مستعينا بالنعمة التي حباني الله عز وجل بها من تعدد المواهب في المجالات شتى كالشعر والأدب، بالإضافة إلى الإستمرار في المسيرة الإعلامية ككاتب وإذاعي مدرسي في مدرسة النعيم الثانوية للبنين، ومن ثم في إذاعة الجامعة كنشاط طلابي بجامعة البحرين
التحدي الأكبر
وما التحدي الأكبر الذي واجهته؟
في بداية سيرتي كان التغلب على الخوف من الميكروفون والجمهور كنت أشعر برهبة كبيرة في كل مرة أواجه فيها الجمهور ولكن مع الوقت والتجربة تعلمت كيفية التحكم في تلك المشاعر وتحويلها إلى طاقة إيجابية تساعدني في تقديم الأفضل كما كان علي التكيف مع التطورات التكنولوجية السريعة في مجال الإعلام والتعلم المستمر للتقنيات الجديدة والأدوات الحديثة التي أصبحت جزءا يتجزأ من العمل الإذاعي أحد أكبر التحديات أيضا كان الحفاظ على مصداقيتك ونزاهتك إعلامي في ظل الضغوط المختلفة التي قد تواجهها في هذا المجال.
يجب بعد الإعلامي أن يكون دوما صادقا مع نفسه مع جمهوره وإلا يرضخ لأي ضغوط قد تجعله ينحرف عن مساره المهني والأخلاقي بدون الشغف والحب ،لا يمكن للإعلامي أن يستمر ويبدع ،يجب أن تكون لديك رغبة حقيقية في تقديم الأفضل لجمهورك وأن تسعى دائما للتطوير نفسك ومهاراتك لتكون قادرا على مواجهة التحديات والنجاح في هذا المجال.
عالم المسرح
خلال مسيرتك الحافلة قمت بالمشاركة أيضا في أعمال مسرحية حدثني عن تلك الخبرة؟
بالفعل شاركت في مسرح الجامعة تحت إشراف الممثل القدير إبراهيم بحر الذي لفت نظري أنني أقدم الأعمال المسرحية بصوت إذاعي متأثر بخبرته الإذاعية وعشقي للغة العربية فقد كان جل اهتمامي أن ذاك متابعة الإذاعات العربية والعالمية ومن ضمنهم إذاعة بي بي سي والتي تبث من لندن وإذاعة الكويت وصوت القاهرة وكذلك صوت الجماهير من بغداد وبالنسبة لي كانت هي من أجمل محطات الإذاعة التي كانت لها واقع كبير على آداء الإذاعي كانت تجربة المسرح بالنسبة لي محطة هامة في مسيرتي لقد منحتني فرصة لتوسيع نطاق مهاراتي الإعلامية وتعلم فنون الآداء المختلفة العمل المسرحي يتطلب نوعا مختلفا من الآداء حيث يتبين عليك التفاعل المباشر مع الجمهور والتمهير والجسدي القوي والإنخراط العاطفي الكامل في الشخصية التي تؤديها وقد ساعدني ذلك على تحسين قدراتي في التواصل والتميز وزاد من ثقتي بنفسي على خشبة المسرح وفي الاستوديو الإذاعي من بين الأعمال المسرحية التي شاركت فيها كانت هناك تجارب ممتعة ومليئة بالتحديات تخلصت كيفية التعاون مع فريق العمل وفهمت أهمية التناغم والتنسيق بين الممثلين والخريجين وفرق الإنتاج كما أن العمل مع الممثل القدير إبراهيم بحر كان له دور كبير في ثقل مهاراتي حيث منه تعلمت منه الكثير من أسرار الآداء المسرحي وأساليب التميز العقلي والفني.
إضافة إلى ذلك كانت هذه التجربة فرصة للتفاعل مع الجمهور بشكل مباشر مما أتاح لي فهم أعمق لكيفية تأثير الآداء على المشاهدين هذا التفاعل الحي والمباشر أعطاني دفعة قوية للإستمرار في تحسين أدائي وتطوير مهاراتي كما أن ردود فعل الجمهور الفورية كانت تشكل حافزا في بذل المزيد من الجهد والعطاء في كل عرض يمكنني القول أن تجربتي في المسرح أضافت بحثا جديدا لمسيرة إعلامية ،لقد أثرت هذه التجربة بشكل إيجابي على عمل الإذاعي حيث أصبحت أكثر قدرة على التميز الصوتي والجسدي وأكثر وعيا بأهمية التفاعل الحي مع الجمهور إن الجمع بين خبرتي في الإذاعة والمسرح أتيح لي تقديم آداء متميز ومتنوع يسري مسيرتي الإعلامية ويفتح أمامي آفاقا جديدة للإبداع والتميز.
مستقبل الإذاعة
ما هو مستقبل الإذاعة في ظل التحول الرقمي من وجهه نظرك؟
هناك بالطبع تحدي بين وسائل الإعلام المختلفة من إذاعة وتلفزيون وصحافة ولكن لكل آداء أسلوبها الخاص ومهارتها يمكنني القول أن الإذاعة وحتى وقتنا الحاضر تحظى بشعبية كبيرة ويرجع السبب في ذلك إلى عشق المستمعين والجماهير للموجات الإذاعية في ظل التحول الرقمي ،تواجه الإذاعة تحديات وفرصا في الوقت ذاته التحول الرقمي يتيح للإذاعة الوصول إلى جمهور أوسع من خلال البث عبر الإنترنت والبوديكاست يمكن للمستمعين الآن الوصول إلى البرامج الإذاعية في أي وقت ومن أي مكان مما يزيد من مرونة الوصول ويعزز من شعبية الإذاعة بين الفئات المختلفة من الجمهور.
من ناحية أخرى يشكل التحول الرقمي تحديا للإذاعة التقليدية بسبب التنافس الكبير مع منصات البث المباشر والتطبيقات الصوتية المتنوعة إلا أن الإذاعة يمكنها التغلب على هذه التحديات من خلال تبني التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الإصطناعي وتحليل البيانات لتحسين تجربة المستمعين وتقديم محتوى مخصصي يلبي اهتماماتهم علاوة على ذلك يمكن للإذاعة تعزيز تفاعلها مع الجمهور عبر وسائل التواصل الإجتماعي ومنصات البث الرقمي مما يحلق تجربة تفاعلية أكثر حيوية وجاذبية هذه الاستراتيجيات يمكن أن تساعد في الحفاظ على مكانة الإذاعة كوسيلة إعلامية مهمة في عمر التحول الرقمي يمكن القول أن مستقبل الإذاعة يبدو، وأعدا إذا ما تمكنتم من الإستفادة من الفرص التي يقدمها التحول الرقمي والتكيف مع التأثيرات مع التغيرات التكنولوجية وتلبية احتياجات وتطلعات جمهورها المتنوع تظل الإذاعة وسيلة فريدة تجمع بين سهولة الوصول وعمق التأثير مما يجعلها قادرة على الإستمرار والتطور في العصر الرقمي.
شخصية إعلامية
ما هي نصيحتك للإعلاميين في وقتنا الحاضر؟
بناء الشخصية الإعلامية والتي هي أساس التميز الإعلامي تعتمد على القراءة المتخصصة والعامة والإطلاع على المستجدات يجب على الإعلامي الرقمي أن يكون على دراية بأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا والإعلام الرقمي وأن يسعى دائما لتطوير مهاراته التقنية والمعرفية والإهتمام بالبلاغة باللغة العربية يعتبر أمرا جوهريا لأن اللغة هي أداة الإعلام الأساسية، قراءة القرآن الكريم تساعد بشكل كبير في تعلم الفصاحة وانطلاق اللسان باللغة العربية الصحيحة في حركاتها وسكناتها إلى جانب هذه النصائح.
يجب على الإعلامي أن يكون مرنا وقادرا على التكيف مع التغيرات السريعة في مجال الأعلام ،وينبغي أن يطور مهاراته في البحث والتحليل وأن يكون قادرا على تقديم معلومات دقيقة وموثوقة لجمهوره كما أن الإهتمام بأخلاقيات المهنة والإلتزام بالمصداقية والحيادية في تقديم الأخبار يعتبر من الأمر الأساسية التي يجب أن يلتزم بها كل إعلامي.
التواصل الفعال مع الجمهور يعد أيضا من المهارات الحيوية يجب على الإعلامي أن يكون قادرا على التفاعل مع جمهوره عبر مختلف المنصات الرقمية والإجتماعية وأن يستمع إلى ملاحظاتهم وانتقاداتهم ليتمكن من تحسين أداة وتلبية احتياجاتهم.
أخيرا يجب على الإعلامي أن يحرص على تطوير نفسه باستمرار من خلال حضور ورش العمل والدورات التدريبية والمشاركة في المؤتمرات والفعاليات الإعلامية هذه الأنشطة تتيح للإعلام فرصة للتعلم من خبرات الآخرين وتوسيع شبكة علاقاته المهنية والبقاء مطلعا على أحدث الإتجاهات في مجال الإعلام بهذه الطريقة يمكن للإعلامي أن يبني شخصية إعلامية قوية متميزة قادرة على التأثير الإيجابي في المجتمع وتقديم محتوى إعلامي مميز يلبي تطلعات واحتياجات الجمهور في العصر الرقمي.