البحرين مهد رياضة سباقات السيارات في الشرق الأوسط

كتب سليمان محمد عبد الله

البحرين والخليج كانتا على موعد لصنع التاريخ من خلال إقامة أول سباق فورومولا1 في الشرق الأوسط فقد انطلق أول سباق للفورومولا بتاريخ 4/4/2004 لتصبح البحرين مهد سباقات الفورمولا في الشرق الأوسط وبعد أن مرت 20 عاما على هذا الإنجاز وهذه الإنطلاقة الكبيرة في عالم السباقات لتضع البحرين نفسها على الساحة من خلال جائزة سباق الجائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج.

لقد حافظت البحرين على نجاحها الذي استثمرتها وعملت على تنميته منذ أول سباق فقد صنعت البحرين قسم ملهمة لباقي السباقات التي انطلقت في دول مجلس التعاون أسوة بحلبة البحرين فقد حرصت البحرين على تحقيق الإستدامة حتى وصلت لافتتاح الروزنا الروزنامة العالمية.

بالإضافة لاستضافة سباق الفورمولا ليلا فقد كانت البحرين محل تقدير منطقي السباقات العالمية على مدار عقدين من الزمان بل ساهمت في تنظيم سباقات أخرى نتاج الخبرات التي اكتسبتها من خلال الإدارة الإحترافية لعدة فعاليات وسباقات على حلبة البحرين.

رياضة السيارات في البحرين لم تكن وليدة الألفية الثالثة بل انطلقت في البحرين منذ خمسينات القرن الماضي من خلال استضافات السباقات وتأسيس أول نادي للسيارات في المنطقة عام 1952 م .وقد نظمت أول سباق للسيارات ولم يكن سباقا للسيارات فقط بل أيضا للدراجات النارية ،كما حصل نادي البحرين على عضوية نادي السيارات الملكي البريطاني بعد تأسيسه بعام واحد.

وتطورت رياضة سباقات السيارات في البحرين منذ بداية السبعينيات من خلال تنظيم مجموعة من سباقات السيارات مثل الاوتو كروس والراليات وسباقات الكارتينج فقد صنعت البحرين تاريخا كبيرا لهذه الرياضة.
ورغم أن البحرين نظمت أول رالي على أراضيها عام 1978 إلا أنها توقفت مؤقتا عن تنظيم الرالي عام 1984 لتعود ثانية لتنظيم رالي البحرين الدولي عام 2000 وتكمل مسيرتها بسباق الفورمولا بعده 4 سنوات لتدخل نادي الكبار.

وتبنى صاحب السمو الملكي الأمير محمد سلمان بن محمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله سباقات السيارات وقد أغرم سموه بهذه الرياضة وأولاها إهتمامه فقد حقق طموح قاعدة عريضة من محبي رياضة سباقات السيارات في البحرين وقد أولى جلالة الملك حمد ابن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله اهتمامه ليجعل لهذه الرياضة مكانا كبيرا ويجعل البحرين محط أنظار العالم بهذا السباق وإرساء ثقافة رياضة السيارات من ضمن المسيرة التنموية الشاملة.

لقد احتضنت منطقة الصخير حلبة البحرين الدولية ورغم صعوبة العمل نظرا لطبيعة الأرض الصحراوية الصخرية وقد استغرق انشاؤها عامين من خلال كبرى شركات الهندسة بقيادة المهندس العالمي الألماني هيرمان تيليكي :بالتعاون مع شركة تيليكي العالمية وسيباركو البحرين وشركة ديليبو دبليوسي تي الماليزية للهندسة حيث كانت الشركة الماليزية ذات خبرة من خلال إنشاء حلبة كوالالمبور بماليزيا.

وتعد حلبة البحرين الدولية أول مضمار عالمي لسباق السيارات في منطقة الشرق الأوسط شيد وفق أحدث المواصفات الهندسية والفنية التكنولوجية في قلب صحراء الصخير بتكلفة بلغت 150 مليون دولار أمريكي.

وتضم حلبة البحرين الدولية عدد 5 مضمار معتمدة دوليا من الإتحاد الدولي للسيارات مما جعل البحرين تستضيف العديد من السباقات مثل الفورومولا1 والفورمولا2 والفرمولاق وسباقات الدراغ وسباقات تحدي البورش جي تي 3 الشرق الأوسط وسباقات جي بي 2 وغيرها من السباقات والفعاليات.

وتميز تصميم حلبة البحرين ببرج دائري مميز يعد أيقونة لسباقات الفورمولا واحد ويمنح رؤية بانورامية لمضامير السباق بالإضافة إلى مركز للمعلومات ذو تقنية عالية ومبان تستوعب 18 فريقا بالإضافة إلى مركز طبي وعدد من المطاعم والمرافق ذات الخدمات المميزة والفاعليات المصاحبة التي تجعل من أيام السباق يصاحبها العديد من الفاعليات والحفلات التي تجعلها مهرجان مميزا لمحبي السيارات.

ولدي البحرين فريقا وطنيا من المارشالز والبحرين والذي لديه العديد من الأندية مثل نادي البحرين لسباقات السيارات ونادي والمرشالز البحرين ونادي البحرين للسباقات السرعة (الدراغ) ونادي البحرين الكارتينج.

وقد حصدت البحرين مجموعة من الجوائز منذ بدء تنظيم السباقات فقد حصل فري البحرين للمارشال على جائزة أفضل تنظيم لأول سباق في الشرق الأوسط مع إنطلاق أولي السباقات عام 2004 مما جعل الإمارات العربية والهند تستعين به ليكون شريكا في تنظيم سباقها للفرومولا وبعدها قامت المملكة العربية السعودية وأذربيجان بالإستعانة بالمارشالز البحريني بعد أن أصبح فريقهم ذو سمعة عالمية كبيرة وهذا ما يؤكد على كفاءة الكوادر البحرينية.

لقد سيطرت البحرين تاريخيا حديثا مليء بالإنجازات ليعزز مكانة وريادة البحرين في الإهتمام برياضة السيارات فهذه الرياضة لها أصولا ومحبين في البحرين استثمروا دعم القيادة في جعل البحرين مهد رياضة السيارات في الشرق الأوسط.