أخبار الأهلية

بعد إطلاق جائزة وزير الإعلام البحريني للمواهب.. خلاف حول الإنتاج السينمائي ودراسة فنونه في الجامعات

على مدى ثلاث ساعات وأكثر كانت قصص الحياة على قدم وساق مع اهتمام طلبة الإعلام في الجامعة الأهلية بجائزة وزير شئون الإعلام الدكتور رمزان بن عبدالله النعيمي للمواهب الإعلامية التي انطلقت من حرم الجامعة قبل أيام.

كان ضيوف الجامعة ثلاثة فنانين كبارًا هم المخرج البحريني المعروف بسام الذوادي، والممثلة القديرة بطلة مسلسل “البيت العود” السيدة ماجدة سلطان، والفنان المسرحي والمخرج عبدالله الدرزي.

قصص حياة
قصص حياة تستحق التأمل والدراسة، خاصة من مجرد عامل في بناية إلى مخرج سينمائي كبير، من شاب صغير لا يكتشف مصيره إلا عندما يشتري بالصدفة كاميرا احترافية، فيدرك أبعاد الرؤية الثلاثة بحوائطها الوجودية الأربعة، إلى المعهد العالي للسينما بجمهورية مصر العربية ليدرس الإخراج والتصوير والسيناريو على أيدي عمالقة الفن المصري وعلى رأسهم الراحل الكبير محمود مرسي.

عادات وتقاليد

السيدة ماجدة سلطان لم تكن التحديات التي واجهتها أقل شراسة من التي وقفت أمام بسام الذوادي، حيث عادات وتقاليد العائلة التي كانت تنظر إلى الفن، بالذات فن التمثيل، على أنه عيب وحرام، ولا يجوز للبنات أن يحتكوا بالرجال من خلال أية مشاهد حتى لو كانت هذه المشاهد تمثيلية ليس إلا.

أما عبدالله الدرزي، فقد قام بتغيير وجهته الدراسية أكثر من مرة، من “الآي تي” إلى أكثر من تخصص، رغم أن التمثيل كان في دمه، ومنذ نعومة أظفاره، بالتحديد عندما كان طالبًا في مدرسة المتنبي الابتدائية وسط المنامة، منذ ذلك الحين ومنذ أن بدأ يشتد عوده وهو يمارس في مسرح المدرسة أو الجامعة دوره المسرحي بعناية فائقة حتى أصبح بطلاً يُشار إليه بالبنان والمستقبل الكبير.

لا جدوى

المخرج البحريني بسام الذوادي في أسئلة لـ”صوت الأهلية” يجيب بصراحة عن عدم وجود صناعة سينما في مملكة البحرين حتى الآن، رغم توفر المواهب والعنصر البشري في مختلف مجالات فن التمثيل المسرحي والسينمائي.

يقول: عدد السكان المحدود هو التحدي الأكبر أمام أي شركة إنتاج، ويتحدث باستفاضة عن أسباب نجاح السينما الأمريكية الذي لا يخرج عن عدد سكان قوامه 300 مليون نسمة، لو افترضنا أن 10% منهم فقط مهتمون بالذهاب إلى السينما هذا يعني أن هناك جمهور لا يقل عن 30 مليون نسمة يتابع هذه الصناعة المكلفة جدًا.

 

تفكير خارج الصندوق

بسام الذوادي أشار أيضًا للسينما الهندية التي نجحت بامتياز نظرًا لعدد سكان يتجاوز المليار نسمة، وأن 17% منهم يتابعون أفلام السينما باهتمام كبير، هو ما لا يتوفر في دولة صغيرة مثل البحرين التي لا يتجاوز عدد سكانها المليون ونصف المليون نسمة.

هذا التفكير الذي لم يخرج عن الصندوق التقليدي، لم يتفق معه لا الفنانة الكبيرة ماجدة سلطان، ولا الفنان الشاب عبدالله الدرزي، حيث يرى كل منهما أن المواهب البحرينية ومن خلال المسلسلات الخليجية لها جماهير عريضة، والدراما السعودية والكويتية والقطرية والإماراتية، أصبحت كبيرة جدًا، وأن هذه الصناعة الإنتاجية الضخمة في دول الخليج لابد وأن تؤشر بأن جماهير السينما في المنطقة أكبر مما يحاول بسام الذوادي تصويره.

الفن للجميع

الفنان الشاب عبدالله الدرزي لـ”صوت الأهلية” يؤكد من ناحيته أنه يرى في إمكانية إيجاد صناعة سينما بالبحرين أمرًا ممكنًا، خاصةً أنه عملاً بقاعدة “الفن للفن، أو حتى الفن للجميع”، فإن القاعدة الجماهيرية العريضة التي يكتسبها الآن الفنان البحريني وتألقه الكبير في الدراما الخليجية أمثال أحلام محمد، وزهرة عرفات، وأنور أحمد، وقحطان القحطاني، وأفلام بسام الذوادي نفسه، جميعهم حازوا على مكانة كبيرة ينظر لها بعين الاعتبار في المنطقة، حيث يمكنهم الإبحار أكثر فأكثر داخل المحيط العربي الذي يصل سكانه إلى 400 مليون نسمة، أي أكثر من سكان الولايات المتحدة الأمريكية نفسها بنحو 25%.


أما فيما يتعلق بعدم وجود معاهد تدريب أو كليات للمسرح والسينما في مملكة البحرين، فقد كان الخلاف محتدمًا في الرؤى، ما بين بسام الذوادي الذي يرتكن إلى معضلة السكان ومحدوديته، فيما تذهب ماجدة سلطان وعبدالله الدرزي إلى نفس المنطقة من الرؤية الشاملة والأعمق لمستقبل التعليم السينمائي والمسرحي في البحرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى