زهرة الصياد تكتب: بناء الأجيال وتطوير الأوطان
بقلم: زهراء الصياد
يُعد التعليم الدعامة الأساسية لبناء المجتمعات المتقدمة وتحقيق التنمية المستدامة. في مملكة البحرين، يمثل التعليم أولوية وطنية تعكس التزام القيادة الرشيدة، بقيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، ببناء أجيال متعلمة ومبدعة قادرة على تحقيق التميز. وفي ظل التحولات العالمية والتطورات التقنية، أصبح من الضروري تطوير منظومة التعليم لمواكبة متطلبات العصر، بما في ذلك التركيز على التطبيق العملي في العملية التعليمية لتعزيز مهارات الطلاب وتنمية مداركهم.
تطور مستمر
حققت البحرين إنجازات بارزة في قطاع التعليم
1. كان ولا زال التعليم المجاني والإلزامي في مملكتنا الحبيبة توفير التعليم الأساسي والثانوي مجانًا لجميع المواطنين، مع إلزامية التعليم في المراحل الأساسية، مما ساهم في خفض معدلات الأمية.
2. المساواة بين الجنسين: ضمان فرص تعليم متساوية للجنسين، مما أسهم في تمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.
3. التوسع في التعليم العالي: من خلال إنشاء جامعة البحرين والجامعات الخاصة، مثال الجامعة الأهلية الغنية عن التعريف ، وتقديم برامج متنوعة تلبي احتياجات سوق العمل، بما في ذلك الدراسات العليا.
4. مشروع مدارس المستقبل: التحول الرقمي من خلال مشروع جلالة الملك حمد لتحويل المدارس إلى بيئة تعليمية رقمية.
5. تطوير المناهج: تحديث المناهج الدراسية لتشمل مهارات التفكير النقدي، البرمجة، والذكاء الاصطناعي.
6. الاهتمام بالبحث العلمي: دعم الابتكار من خلال مراكز بحثية وبرامج متقدمة في الجامعات.
7. التعليم الفني والتقني: توفير برامج تدريب عملي لتأهيل الطلاب لمتطلبات سوق العمل.
8. محو الأمية: تحقيق نسبة عالية في محو الأمية، حيث تجاوزت نسبة المتعلمين 98%.
9. الشراكات الدولية: التعاون مع المنظمات الدولية لتطوير التعليم وتعزيز مكانته عالميًا، وغيرها.
البحرين حققت قفزات نوعية في التعليم بفضل رؤية قيادتها الحكيمة، ما جعل التعليم أحد أعمدة التنمية الوطنية
تتجسد رؤية جلالته حفظه الله ورعاه، في تعزيز جودة التعليم وتطويره ليكون مواكبًا للمعايير العالمية، مع التركيز على بناء جيل مبدع وقادر على التفكير النقدي وحل المشكلات. ومن أبرز توجهات جلالته:
1. التحول الرقمي:
مشروع جلالة الملك للمدارس الرقمية يعكس رؤية واضحة لتطوير التعليم من خلال التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي.
2. دعم البحث العلمي:
تعزيز الابتكار والبحث العلمي كركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي.
3. تمكين الشباب:
التركيز على إعداد الشباب البحريني للمستقبل عبر تعليم شامل يدمج بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي.
(الحاجة إلى التطبيق العملي في التعليم)
رغم التطورات الإيجابية في التعليم ، فإن هناك حاجة ملحة لتكثيف الجوانب التطبيقية في المواد الدراسية، سواء في المدارس أو الجامعات.
• في المدارس:
إضافة أنشطة عملية خلال الحصص الدراسية لمواد مثل العلوم والرياضيات يساعد على توضيح المفاهيم بشكل أعمق. على سبيل المثال، إجراء تجارب علمية داخل المعامل أو تطبيق مسائل رياضية على مشكلات يومية.
• في الجامعات:
التركيز على التدريب العملي في التخصصات العلمية والإنسانية. على سبيل المثال:
• في تخصص الطب: زيادة فرص التدريب السريري في المستشفيات.
• في تخصص الهندسة: إشراك الطلاب في مشروعات حقيقية بالتعاون مع الشركات.
• في الإعلام: إنشاء ورش عمل لإنتاج الأفلام وتحرير الأخبار.
مما يساعد في فهم الطلاب للمواد الدراسيةوتطوير مهارات التفكير النقدي والتحليل وإعداد الطلاب لسوق العمل
تماشيًا مع رؤية البحرين 2030، تسعى المملكة إلى تحقيق العديد من الأهداف:
1. إدماج التعليم التطبيقي: تصميم مناهج تجمع بين الجانبين النظري والعملي لضمان تفاعل الطلاب مع المواد بشكل أكبر.
2. تعزيز الابتكار والإبداع: تقديم برامج تعليمية تحفز الطلاب على التفكير الخلاق.
3. توسيع الشراكات الدولية: التعاون مع المؤسسات التعليمية العالمية لتبادل الخبرات وتحسين جودة التعليم.
التعليم في مملكة البحرين يُعد نموذجًا ملهمًا للتطور المستمر والالتزام ببناء أجيال واعدة. ومع الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، يبقى التعليم حجر الأساس لبناء المستقبل. ولتعزيز هذه المسيرة، يجب التركيز على تطبيق المناهج العملية التي تسهم في توسيع مدارك الطلاب وتطوير مهاراتهم، مما يجعلهم أكثر جاهزية للتحديات المستقبلية ،نزرع بذور المعرفة لتصبح أشجارًا مثمرة من الإبداع والإنتاج.
وكما يقول المثل: “العلم في الصغر كالنقش على الحجر”، فإن ما يتعلمه الإنسان في طفولته يترسخ في ذهنه ويصبح جزءًا من شخصيته ومستقبله. لذلك، الاستثمار في تعليم ليس فقط حقًا أساسيًا، بل هو واجب تجاه بناء أجيال قادرة على الإبداع، الابتكار، والتغيير الإيجابي.
بقلم زهرة الصياد