ثقافة وفن

مراجعة رواية “مذكرات زوجة الصرصار”: رحلة امرأة تبحث عن ذاتها بين قسوة الرجال وشغف الكتابة

كتب: حسين عبد العزيز

تفتتح رواية “مذكرات زوجة الصرصار” بمشهد تمهيدي قصير، لكنه شديد الكثافة والدلالة، حيث تقدّم البطلة رؤيتها الفلسفية للعالم منذ طفولتها، وكيف شكّلت نظرتها للأشياء مسار حياتها لاحقًا. هذا الفصل الأول، رغم قصره، يمنح القارئ مفتاحًا أساسيًا لفهم عقل الراوية وطريقة قراءتها للواقع.

امرأة تبحث عن الحرية بين أب قاسٍ وزواج مفروض

تدور فكرة الرواية حول ربة بيت تعود إلى الماضي لتتذكر سنواتها الأولى كطالبة كانت تعشق الأدب، وتحلم بالالتحاق بكلية الآداب. مدرّس اللغة العربية كان أول من آمن بموهبتها، فقد لمس قدرتها على الفهم والتحليل وروعة أسلوبها، مما دفعه إلى تشجيعها المستمر على القراءة والكتابة.

لكن عندما كبرت، وجدت نفسها أمام واقع مختلف تمامًا؛ رفض أهلها حلمها، وأصرّوا على تزويجها من أول عريس يتقدم إليها. تتزوج… لكن الزواج ينتهي سريعًا بوفاة الزوج. قبل أن تستوعب الصدمة، تجد نفسها مجبرة على زواج ثانٍ، ينتهي أيضًا بالطلاق. ثم يأتي الزوج الثالث، وتبدأ معه مرحلة جديدة.

العودة إلى الكتابة.. وسيرة الرجال في حياتها

مع الزوج الثالث، تكتشف البطلة أنه يشاركها شغف القراءة، بل ويكتب الشعر أيضًا. إعجابه الشديد بموهبتها جعله يتنازل عن حلمه الإبداعي من أجلها، ويشجعها على كتابة روايتها، بل ويقترح لها عنوانًا جذابًا.

في أثناء الكتابة، تسترجع البطلة تاريخها مع الرجال: أب قاسٍ لا يعرف سوى السلطة، أخ يكرر قسوة الأب، ومعلم أدب كان نافذة الضوء في حياتها، وثلاثة أزواج لكل منهم أثره في روحها

وفي لحظة طرافة وذكاء أدبي، اختارت عنوان “مذكرات زوجة الصرصار” لأنها كتبت فصلًا عن الصرصار، ككائن قديم على وجه الأرض، تضرب من خلاله إسقاطًا على فلسفة حياتها ومعاملات الرجال.

لماذا “زوجة الصرصار”؟

العنوان يحمل رمزية صادمة ومثيرة؛ فهو يعكس ما عانته المرأة في حياتها من قسوة، وفلسفتها الساخرة تجاه تجربة الزواج بكل صراعاته وانكساراته.

اقرأ ايضا:

عبدالنبي الشعلة يحكي قصة نجاحه في الأهلية: من رجل أعمال ووزير سابق إلى قائد صحفي مؤثر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى