أخبار البحرين

رحيل الإذاعي البحريني أحمد حسين خنجي… صوتٌ صنع ذاكرة البحرينيين لأكثر من خمسة عقود

ودّع الوسط الإعلامي في البحرين اليوم واحدًا من أبرز رموزه التاريخيين، رحيل الإذاعي البحريني أحمد حسين خنجي، ذلك الصوت الذي شكّل علامة فارقة في إذاعة وتلفزيون البحرين منذ سبعينيات القرن الماضي، ورافق أجيالًا متعاقبة بصوته الهادئ ونبرته الواثقة التي اتسمت بالوقار والرصانة.

رحيل الإذاعي البحريني أحمد حسين خنجي

مسيرة بدأت من الإذاعة المدرسية ووصلت إلى صناعة الأجيال

بدأ الراحل خطواته الأولى من الإذاعة المدرسية، حيث لفت حضوره المبكر أنظار أساتذته بسبب قدرته المميزة على الإلقاء وضبط مخارج الحروف. وفي مطلع السبعينيات، جاء ترشيحه للانضمام إلى إذاعة البحرين ليكتب بداية مسيرة مهنية استمرت لأكثر من خمسين عامًا.
اجتاز خنجي اختبار قراءة الأخبار بنجاح لافت، ليصبح خلال سنوات قليلة أحد أبرز مقدمي نشرات الأخبار وصوتًا أساسيًا في البرامج الدينية والتغطيات الرسمية.

صوتٌ حاضر في وجدان البحرينيين

لم يرتبط اسم أحمد خنجي بالأخبار فحسب، بل كان صوتًا ملازمًا للعديد من التغطيات الخارجية لصلاة الجمعة والعيدين، إضافة إلى مواسم الحج التي شارك في تغطيتها على مدار سنوات طويلة، ما جعله جزءًا من تفاصيل الذاكرة السمعية للمواطنين.

وكان يُعرف عنه التزامه الصارم باللغة العربية الفصحى، وطريقته الهادئة في قراءة النصوص، وهو ما جعله ـ كما وصفه كثير من زملائه ـ “مدرسة في الإلقاء الإذاعي”.

من المذياع إلى الشاشة… حضور راسخ وأسلوب ثابت

مع بداية التسعينيات، انتقل خنجي إلى تلفزيون البحرين ليقدم نشرات الأخبار والبرامج الثقافية والدينية، محتفظًا بنبرة الاتزان التي عرفه بها الجمهور. ولم تغيّره الإضاءة ولا الكاميرا؛ فقد ظل وفيًّا لأسلوبه الهادئ، المعتمد على الدقة والموضوعية والابتعاد عن المبالغة في الأداء.

آراؤه التي عبّر عنها في لقاءاته: احترام النص وصوت المذيع أمانة

في لقاءات عدة سابقة، كان أحمد حسين خنجي يعبّر دائمًا عن رؤيته للمهنة، حيث أكد أن “المذيع ليس قارئ كلام، بل حامل رسالة”، مشددًا على أن قوة المذيع تأتي من صدقه واحترامه للمشاهد.
وكان يؤمن أن المهنية تُبنى على ثلاثة عناصر: اللغة السليمة، احترام عقل المتلقي، والثقافة العامة.
كما كان يدعو الشباب إلى “عدم التسرع في الظهور”، معتبرًا أن الصوت يجب أن يُصنع بالتدريب، وأن الالتزام هو ما يصنع المذيع الحقيقي.

رحيل مدرسة إذاعية وصوت لا يُنسى

برحيلالإذاعي أحمد حسين خنجي، يفقد الإعلام البحريني صوتًا ساهم في تشكيل الذاكرة الوطنية، وصورة مشرقة من صور الإعلام المهني الهادئ الذي أسّس لمرحلة مهمة في تاريخ الإذاعة والتلفزيون في الخليج.
ويمضي اليوم واحد من جيل الرواد الذين وضعوا أساسات العمل الإذاعي البحريني وأعطوه قيمته ووقاره.

رحم الله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان.

اقرأ ايضًا:

معرض أبو ظبي الدولي للكتاب 2025 يستضيف عبد الله الغذامي.. ويؤكد: هناك 6 عناصر أسياسية لأي عملية نقدية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى