منة الله مسعود تكتب: عيدكم فرحة
حل علينا عيد الأضحى المبارك في الأيام الماضية، حاملاً معه الفرحة والسرور والبسمة، كما أمرنا ديننا الإسلامي الحنيف بإظهار البهجة امتثالاً لشعائر الله عز وجل. ففيه يحيي المسلمون سنة التكبير، ويقف فيه حجاج بيت الله الحرام فرحين بما أتاهم الله من فضله بإتمام هذه الفريضة لمن استطاع إليه سبيلاً.
في خضم ما يحدث من صراعات وحروب في أوطاننا العربية، وخاصة في “فلسطين الحبيبة”، أصبحت فرحة العيد ناقصة، فقلوبنا تعتصر على ما ألم بهم من مصابهم الجلل. ولكن إرادة الله عز وجل ألهمتهم القوة لمواصلة المسير والتضحية أو الشهادة في سبيل الوطن. وعلى غير المتوقع نجد أشقاءنا أيضاً في فلسطين مبتسمين ومهنئين بقدوم عيدنا المبارك، أدوا صلاة العيد تعلو ثغورهم ابتسامة مشرقة مؤمنة بغدٍ أفضل، حامدين الله عز وجل أن رزقهم بلوغ العيد، وفي صدورهم الإيمان بأن شهداءهم في عليين مع الشهداء والنبيين وحسن أولئك رفيقا.ً
أدهشتمونا يا أهل “غزة العزة” بقوتكم، وأنتم من أعطيتمونا الحياة الجديدة لمواجهة مصاعب الحياة ونوائبها بقوة الإيمان وزرع الخير والمحبة والسلام. فما هي همومنا وأتراحنا مقارنة بما أصابكم، قدمتكم أرواحكم الطاهرة و على أتم استعداد لتقديم المزيد من الأرواح في سبيل رجوع الأقصى الشريف. لنا بك صلاة يا قدس قريباً، فلك منا كل سلام إلى أن نلتقي قريبا يا حبيبة .
ولا يسعنا في هذه الأيام المباركة إلا أن ندعو الله أن يرفع عنكم البلاء ويزيح عنكم الكرب، وأن ينعم على أهلنا في فلسطين بالأمن والأمان، ويعيد إليهم حقوقهم المسلوبة. نستلهم من صمودكم وإرادتكم دروساً في الصبر والثبات، ونتعلم منكم معنى التضحية في سبيل الوطن. عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بألف خير، يا من ترسمون البسمة على وجوهنا وتحيون الأمل في قلوبنا، رغم الجراح والآلام.
في هذا السياق، نجد أنفسنا نعيد التأكيد على أهمية الوحدة والتضامن بين شعوبنا العربية، فالتآزر والقوة المستمدة من الإيمان بالله والثبات على المبادئ ستظل دائماً نبراساً يضيء دروبنا. من خلال استلهام العبر من إخواننا في فلسطين، ندرك أن قوة الإيمان والتصميم قادرة على تغيير الواقع وصنع المعجزات. فلتكن هذه الأيام المباركة فرصة لمراجعة أنفسنا وتعزيز روابط الأخوة والتآخي بيننا، سائلين المولى عز وجل أن يحفظ بلادنا العربية والإسلامية من كل سوء، وأن يعم السلام على جميع الأوطان.