نافذة

دكتور منصور العالي يكتب:كل المراحل

بعد أسابيع قلائل يهل علينا موسم أكاديمي جديد، أيام أفضل لم نعشها بعد، وبرامج جديدة نحمد الله ونشكر فضله أن الجامعة الأهلية تمكنت من استحداثها، لتصبح بحق جامعة لكل المراحل -البكالوريوس والماجستير والدكتوراة- من المهد إلى اللحد مثلما يُقال، ومن البداية إلى اللانهاية حيث لا نهاية للعلم، ولا سدرة منتهى إلا عند سدرة المنتهى.

هكذا تعلمنا، وهكذا نحاول أن نترجم علومنا ومعارفنا لكي تصب في خدمة الطالب الطموح، دراسته خلال مرحلة البكالوريوس لا يجب أن تتوقف عند مرحلة البكالوريوس، ذلك أن التعليم المستمر يعني أن يكون التحصيل العلمي ممتدًا حتى آخر العمر وليس حتى درجة الدكتوراة فحسب.

من هنا اهتمت الجامعة الأهلية بأن تحتضن جميع المراحل، البكالوريوس حيث المعدل الأولي لرفع مستوى الإدراك الذهني للمجتمع، ثم الماجستير حيث يتعلم الطالب على البحث العلمي وكيفية إتمام تطبيقاته من خلال رسالة ومشاريع ودور يلعبه في خدمة الوطن، ثم الدكتوراة التي أصبحت في الإعلام الرقمي بمثابة سفينة الفضاء التي تنقل المجتمع من التلقين إلى التأمل، ومن الإبداع إلى التميز، ومن الإدراك الفطري إلى الإدراك الفائق، هنا يمكننا أن نتفاءل، أن نحتفي بأنفسنا وأبنائنا الطلبة ونحن نشاهد الأجيال وهي تتعاقب بعد بعضها البعض، لتقدم لبلادها أفضل الحلول لمشكلاتنا، وأنجع الابتكارات والترقيات لمستوى حياتنا، وأروع المنتجات الصالحة للاستخدام المستقبلي.

بكالوريوس، ماجستير، دكتوراة، وأبواب العلم سوف تكون مفتوحة على مصراعيها طالما تولدت لدينا القناعة بأن استلهام العبر من التجارب، واستكشاف المستقبل بالذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة، واتخاذ القرارات الصعبة من قلب التحديات وأية تحديات، هو مربط الفرس الذي تولدت قناعاتنا عنده لنكون الأفضل والأرقى والأكثر تميزًا باستمرار، لن نعد أي أحد بأننا نصنع المستحيل لكننا سنقدم الممكن، لن يسرح خيالنا بعيدًا لكننا سوف نمشي نحو الهدف المنشود وأيادينا مرفوعة إلى السماء بالدعاء، أن تكون لبلادنا الأسبقية في تعليم أرقى باستمرار، وفي معارف مرتبطة مرحليًا ببعضها البعض، وتحديثات لابد وأن يكون استكمال حلقاتها هو الضامن لبقائها على قيد الحياة.

المراحل جميعها، في العلوم والفنون والآداب، ليست مجرد شهادات للترقي بقدر ما هي منصات إضافية للمعارف واحتياجات الكون الصعب والمعقد والمهيأ دائمًا للتشكل من جديد.
من يستطيع المواكبة؟ هذا هو السؤال، ومن يقدر على المواجهة؟ هذا هو السؤال الأصعب، وكل عام وأنتم بخير.

أ.د. منصور العالي
رئيس الجامعة الأهلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى