الجامعة الأهلية تنظم ندوة حول الأصوات في القصيدة المُغنّاة ثورة الشك بين “الصوتيم” و”الفونيم” أنموذجًا
مركز اللغة العربية والدراسات الشرق أوسطية بالجامعة الأهلية قام مؤخرًا بتنظيم ندوة فريدة من نوعها حول الأصوات في القصيدة العربية المُغناة، كان المحاضر هو الشاعر البحريني الكبير البروفيسور علوي الهاشمي، وانعقدت الندوة تحت رعاية الرئيس المؤسس، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية البروفيسور عبدالله يوسف الحواج، وشارك في الندوة عدد من أساتذة الجامعة والشعراء والمفكرين ورجال الصحافة والإعلام.
وعلى مدى ساعتين ونصف تجلى البروفيسور الهاشمي في شرحه وتحليله لنظريته المرتبطة بعلم الأصوات في الأغاني العربية متخذًا قصيدة “ثورة الشك” للشاعر السعودي الراحل الأمير عبدالله الفيصل والتي شدت بها سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم، وألحان الموسيقار المصري الكبير رياض السنباطي.
اكتشف البروفيسور الهاشمي خلال بحث قدمه من 80 صفحة أن ثورة الشك كانت قصيدة تنعى معانيها في بوتقة “النون”: (أكاد أشك في نفسي لأني .. أكاد أشك فيك وأنت مني)، اكتشاف الهاشمي كان فريدًا من نوعه عندما تطرق إلى أكبر عنصر صوتي في الأغنية مطلقًا عليه اسم “الصوتيم”، يعني أعلى صوت، وعلاقته بـ”الفونيم” معتبرًا إياها أصغر وحدة صوتية.
وتحدث الهاشمي عن القافية كمربط فرس عروضي في الأغنية بل وفي عبقرية الشعر العربي كله، مستشهدًا بكتاب يقوم بالإعداد والتجهيز له خلال الفترة القريبة القادمة.
“ثورة الشك بين الصوتيم والفونيم” نظرية جديدة تطرق إلها البروفيسور علوي الهاشمي، مكتشفًا من خلالها ذلك التلاقح العبقري بين الإيقاع الداخلي والوزن الخليلي، ثم بين حالة التردد والشك في القصيدة، إلى اليقين الناعم الذي كان يسبح في ملكوت القصة بأكملها، هي ضلع آخر من أضلاع قصيدة أخرى مغناة للشاعر المصري أحمد فتحي تحمل عنوان “قصة الأمس” من غناء أم كلثوم، وألحان رياض السنباطي، عندما شدت السيدة بأغنيتها منطلقة من آخر ما توصلت إليه ثورة الشك، إلى بداية طريق الأمس، عندما قالت:
“أنا لن أعود إليك
مهما استرحمت دقات قلبي
أنت الذي بدأ الملامة والصدود
وخان حبي”
هي نفسها ثورة الشك، وهو نفسه بحر الرمل بكل ما يأتي به من زعابيب الحزن الذي يسهر مع المصباح والأقداح،
والذكرى معي
وعيون الليل يملأ نورها
سنا أضلعي
يا لذكراك التي هامت
بها روحي على الشوق سنينًا
ثم يعود الهاشمي ليفجر في ثورة الشك يقينًا مؤكدًا عندما يرى في عبدالله الفيصل تمازجًا يرى فيه الأشياء كما لم يراها من قبل.
بين “الصوتيم” و”الفونيم” ثورة لغوية، أسطورة إيقاعية، وكونسيرتو يعزف فيه كل مايسترو على ليلاه أعذب الألحان، ليقضي الناس .. كل الناس أمتع الأوقات.