دراسة لإحدى الجامعات الكندية تؤكد: جنون منصات التواصل يغتال نفوس الشباب
كتب سليمان محمد عبد الله
أن السوشيال ميديا ومنصاتها أصابت نفوس الشباب في جميع أنحاء العالم إن العالم الذي أصبح قرية صغيرة منذ فترة ظهر فيه ما يطلق عليه المؤثرين أولئك الذين ينشرون صورهم فيديوهاتهم وتحدياتهم التي تعد غير مواكبه لبعض الثقافات وخصوصا ما يتعلق بقيامنا في العالم العربي في الدراسة كندية أكدت هذه المعلومات وكانت اتخذت معيار مقاطعه المؤثرين منصاتهم لمدة أسبوع وتأثير ذلك على الحالة النفسية وقبول الجمهور لأنفسهم دون مقارنات طالما قد تؤدي بحالة من الإكتئاب وكره الذات فبعض هؤلاء المؤثرين ليسوا سوى طبول.
بالإضافة إلى محسنات الكاميرا والبرامج كبير تصدر رنين دون محتوى جاد وبعض عالية الدقة التي تستخدمونها فقط المؤثرات التي يظهرن في أبها صورة أصبحت هذه التكنولوجيا في المنازل بعد أن شبابنا محاصرون داخل هواتفهم.
ما المؤثرات بين الإنستجرام أو التيك توك وغيرها يخضعون العديد من عمليات التجميل، انتشار الهواتف الذكية وتطويرها بشكل من البرامج التي تصدر بشكل كبير وتقدم أحيانا مزايا فمنهم من يصبح أسير إصدار محتوى وآخر في مشاهدته ونسينا اللإنتاج الحقيقي وتحقيق الذات حتى الأخلاق أصبحت تشكل ترند دون أن تكون أخلاق حقيقية بل مشاهد تمثيلية من أجل حصد الإعجابات والشيء الغريب التحديات التي يتم إطلاقها خلال هذه المواقع من أجل حصد المشاهدات.
فما بين تحديات الثلوج سواء في التحمم بالثلوج أو الغوص داخلها وكلها تحديات قد لا تتناسب مع البيئة التي ينشا فيها هؤلاء المراهقين ولكن الرغبة في خوض التحدي تعمي عن الآثار السلبية الناتجة من هذه التحديات والتحديات التي خرجت عن التعليم الدينية والأعراف التي تمثل مجتمعاتنا سواء التلفظ بألفاظ خادشة للحياة أو الرقص أمام الكاميرا بطرق مثيرة أو التجرد من الملابس فكلها تحديات تقضي بصعوبة وبعقوبة دنيوية وربانية في الوقت ذاته.
ولكن الجهل والإنسياق وراء الإعجابات والمشاهدات تسرق عقول هؤلاء الشباب وخصوصا عندما تكون مصحوبة ببعض الفوائد المادية في وقت صح وبطل فيه الحصول على وظائف جيدة مع انتشار الزكاء الإصطناعي محاصرته للإنسان ومحاربته في أرزقه فمن جعل هؤلاء المؤثرين أوصياء على مقاييس الجمال ومن الذي جعلهم يقيمون خلق الله فالجمال نسبي.
وهذا ما أشارت له العديد من الدراسات وليس الدراسة الكندية فقط ،إن الإهتمام بالصحة وممارسة الرياضة يجب أن يكون نابعا من حب الذات من أجل الحصول على صحة جيدة وليس نابعا من الرغبة في الحصول على شكل معين للتباهي ،فقد ظهرت العديد من الحميات وواصها التغذية التي تؤدي للحصول شكل معين لنحت الجسم.
بالإضافة إلى العديد من عمليات التجميل والتي قد لا يستطيع البعض حتى تحمل تكلفها ويعاب على المؤثرين والممثلين أيضا الذين يروجون لهذه العادات المستحدثة فأصبحنا ننفتح الشاشة ولا نعرف من الممثلة والمغنية التي أمامنا من كثرة التشابه بهم بعد عمليات التجميل التي يجرونها إن شبابنا لا يدركون أنهم أمام شركات أصبحت ترعى هؤلاء المؤثرين وتوجههم للإعلان عن أكلات معينة وملابس مقصودة من أجل الترويج لهذه المنتجات على العقلية والحصول على أرباح عالية والسيطرة على العقلية الإستهلاكية التي انتشرت بين شبابنا وجعلتهم مسلوبي الإرادة فما الذي يجعل البعض يغير محتوى خزانة ملابسه كل عام من أجل الظهر بالشكل المواكب فلا يجوز أن يتخلى الإنسان عن هويته أو ينفق أمواله أو أن يصبح أسير الآخرين.
إن علماء الإجتماع لم يغفلوا رصد هذه الظواهر والعادات المستحدثة ففي جامعة برج الكندية أشارت إحدى الدراسات أن البعد عن منصات التواصل تعزز الإحساس بالرضا وقبول الذات فقد قام الباحثون بتسليم 66 طالبة إلى مجموعتين فكان نصفهم يتعرض لمواقع التواصل الإجتماعي بشكل دائم والنصف الآخر تم حظر مشاهدتهم من علي المواقع التواصل الإجتماعي وكانت نتيجة الدراسة هي رضا الفتيات المقاطعين لمواقع التواصل عن أشكالهم وشعورهم بالراحة عكس الفتيات الذين تعرضنا لمواقع التواصل بشكل دائم.
هل تكفي القوانين الحالية في حجب الأضرار الناتجة عن هذه المواقع بالشكل الذي يضمن صحة أولادنا فبعض الإنتقادات الهائلة التي تعرض لها أصحاب هذه الشركات قامت بعضهم بإصدار توصيات بحجب بعض المحتويات عن المراهقين ولكن هل هذه الإجراءات كافية ؟
وهل ستلتزم باقي المواقع والمنصات بهذه التوصيات ؟
وهل سيحاول الشباب الذين أصبح بعضهم مدمن على هذه المواقع التحايل على هذه الإجراءات؟
الحقيقة أننا أمام تحديات صعبة تواجه هؤلاء الشباب ولا يوجد مفر من مواجهة هذه المنصات والمواقع وكما يقول المختصون التربيون أن البيت والمدرسة وأماكن العبادة هم المناطون بتوجيه هؤلاء الشباب نحو الحفاظ على أنفسهم من خلال توجيه خط دفاع ذاتي يستطيع تقديم الجيد وتمييزه عن السيء فلا مناصة ولا مهرب من التعرض لهذه المواقع ولكن لا ما هي كيفيىة التعامل معها وتوجيه الوعي الذاتي لمواجهتها وتجاهل تأثيراتها.