أخبار الأهلية

في ندوة “المرأة المقهورة في الرواية البحرينية المعاصرة” بالجامعة الأهلية.. البروفيسور العالي: المرأة منذ قرن شيء آخر ولا يصح إخفاؤه

نظمت كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأهلية ظهر اليوم ندوة متخصصة حول المرأة في الرواية البحرينية، حضر الندوة عدد كبير من الأدباء البحرينيين والعرب يتقدمهم رئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي، الدكتور علي عبدالنبي أستاذ مشارك للغة العربية وآدابها كان هو المحاضر الرئيس، وكانت النماذج المعروضة أمام الحاضرين توحي بأن الرواية البحرينية المعاصرة قد تناولت المرأة من جانبين:
الأول: المرأة المقهورة
الثاني: المرأة المحجوبة

في حين أن روايات أخرى قد تناولت المرأة الثائرة، والمرأة المشاركة، عقدة الاضطهاد كانت هي المسيطرة على النماذج المعاصرة في الرواية البحرينية، فالمرأة المغلوب على أمرها، وتلك السيدة الضعيفة التي لا حول لها ولا قوة خلال الثلاثين عامًا الماضية هي التي كانت مرسومة بدقة متناهية في روايات الأديبة الكبيرة فوزية رشيد (الحصار، تحولات الفارس الغريب)، ثم (بدرية تحت الشمس) للروائي البحريني حسن الصقر، إلى جانب (نساء المتعة) للأديبة منيرة سوار. جميعها، جميعها تؤكد إلى أي مدى كانت الصورة السيميائية للمرأة عبارة عن اضطهاد مركب، من فترة زمنية إلى حالة مكانية، ومن حالة مكانية إلى وضعية أسلوبية في المجتمع.

مشاهد الإبداع

المرأة التي تعاني مثلما يرى الدكتور علي عبدالنبي، هي التي تصدرت مشاهد الإبداع الروائي خلال أكثر من ربع قرن، رغم التمكين ومحاولات إصلاح المعوج، وتكسير القيود وتجسير الفجوات مع الرجل.
وتكشف الروايات البحرينية إلى أي مدى كانت الحالة الذكورية المجتمعية كانت هي المسيطرة، هي مقود الحركة ومحرك البحث في مختلف مراحل الحديث عن المرأتين المقهورة والمحجوبة، ففي رواية (بدرية تحت الشمس) أوحى العنوان بأن المرأة البحرينية ليس من حق الرجل أن يحجبها أو يحاصرها، وليس من حق كائن من كان أن يخرج بها في باب (المتاهة) من خلال زيجات فاشلة يلعب فيها الرجل الذكر كل الأدوار ولا تلعب فيها المرأة أي دور سوى السمع والطاعة.

حجابان فتحية ناصر

هو بالتأكيد ما أشارت إليه فتحية ناصر كاتبة رواية “الحجابان” التي فجرت محاولات مسخ شخصية المرأة وتضييع هويتها وإفقادها كينونتها وخصوصيتها.

صورة نمطية

ويبقى السؤال الذي طالما أثارته فتحية ناصر في (الحجابان) وذلك حول الصورة النمطية للمرأة البحرينية خصوصًا والعربية عمومًا سواء من ناحية المتن الحكائي حيث يقال بأن القضايا التي يهتم بها الروائيين البحرينيين ترتبط بطبيعة المجتمع الذي ينتمون إليه.

المكان وأثره

الناقد الأدبي الكبير الدكتور فهد حسين مثلاً يرى في كتابه (المكان في الرواية البحرينية) أن الاتجاه الواقعي هو الذي تأثر به كل الروائيين البحرينيين فجاءت رؤيتهم معالجة دقيقة للواقع في ضوء توجههم الفكري. على ضوء ذلك، جسد الروائيون البحرينيون صرة المرأة على أساس جملة من الأفكار والمعاني والأبعاد الرمزية المرتبطة بفكر الكاتب ورؤيته الاجتماعية.

السلطة الأبوية والذكورية

ومن خلال الأوضاع النفسية والاجتماعية التي مرت بها المرأة في المجتمع القائم على السلطة الأبوية أو الذكورية أثارت الندوة بل ورسمت صورة أو لوحة جدارية عريضة للمرأة المقهورة على عهدة الأديبة ليلى السيد وذلك عبر اقتباسات موثقة من رواية (نساء المتعة) للروائية منيرة سوار التي لخصت فيها صور القهر لشخصيات الرواية.

أما العادات والتقاليد، أما الصور البالية الأخرى، التي وضعت المرأة في وضع لا تُحسد عليه، فلم تبخل حلقة الندوة في إثارتها، من بينها حالات التعسف في الزواج المبكر، بل تعسف الرجل تحديدًا في مسألة تعدد الزوجات وممارسة أنواع متعددة من الزواج المؤقت منها زواج المتعة.

أما تحكم الأخوة الذكور حتى الأقل عمرًا من أخواتهم فقد لعب هو الآخر دورًا في قهر المجتمع العائلي أو القبائلي للمرأة إلى جانب استغلال الرجل للقانون من أجل قهر المرأة بزواجه من ثانية وثالثة ورابعة.

ثم يأتي دور المرأة الثائرة التي لم تستسلم لهذا الواقع المرير بسبب تأثرها بالعولمة ومحاولات وضع القوانين التي تبنت وجودها من خلالها، وعلى سبيل المثال رواية (الرجل السؤال) لفتحية ناصر التي أثارت فيها إشكاليات الصداقة بين الرجل والمرأة، والعلاقات العاطفية بينهما.

واختتم رئيس الجامعة البروفيسور منصور العالي الندوة بكلمة أكد فيها أن الموضوع الرئيسي لم يتناول المرأة البحرينية في الرواية المعاصرة إلا خلال الثلاثين سنة الماضية، بينما حال المرأة كان أكثر ثراءً ومشاركة في الحياة العامة منذ أكثر من مائة سنة، هو ما كانت تفتقد إليه النصوص الموجودة أمامنا، والروايات المتداولة خلال العقود الثلاث الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى