حوارات

الشاعر على عمران يفتح صندوق أسراره لـ” صوت الأهلية” :

حوار: منة الله مسعود

استجمعت أفكاري وحددت وجهتي ذاهبة إلى مكتب الدكتور علي عمران، أستاذ الأداب والفنون بالجامعة الأهلية، لإجراء حوار شيق.

دكتور علي عمران، الشاعر والأكاديمي والأديب، أين أنت بين هؤلاء؟

البحث العلمي والشعر هما الشغف الأول لي، فأنا أجد نفسي منذ نعومة أظافري في هذا الفن الجميل منفتحاً على بعض الأبيات، بمرور الوقت وازدياد خبرتي في البحث العلمي، تمكنت من المزاوجة بين هذين العالمين الرائعين. إن الشعر يمثل لي الوسيلة التي أستطيع من خلالها التعبير عن مشاعري وأفكاري بطريقة فنية، بينما البحث العلمي يتيح لي الفرصة لاستكشاف موضوعات جديدة وإثراء المعرفة الإنسانية. بين هذين الشغفين، أجد توازناً يثري حياتي ويمنحني الرضا الشخصي والمهني. كل منهما يكمل الآخر في مسيرتي العلمية والأدبية، حيث أن الشعر يمنحني الحرية في التعبير بأسلوب إبداعي، بينما البحث العلمي يوفر لي الأدوات والمعرفة العميقة لفهم وتحليل القضايا المعقدة. هذا التوازن بين العاطفة والعقل هو ما يجعل تجربتي فريدة ومميزة، ويمنحني القدرة على تقديم إسهامات متميزة في كلا المجالين.

ما هي أهم إصداراتك ومؤلفاتك وعددها؟

تتوزع الكتب والمؤلفات التي عملت عليها بين النحو والصرف والبلاغة والإملاء العربي، فأصدرت ما يزيد عن الأربعين كتاباً. مؤخراً، تم إصدار بعض أعمالي الشعرية، ومن ضمنها “ندى الأشواك” و”بطاقة عشق”. ومن أهم القصائد التي نشرت في مجلة القوافي الإماراتية لهذا العام قصيدة عن سعادة الدكتور عبدالله الحواج، رئيس مجلس أمناء الجامعة الأهلية. كل كتاب وكل قصيدة تحمل في طياتها جزءاً من رحلتي الأدبية والعلمية، وأنا أعتز بكل عمل قدمته لأنه يمثل جزءاً من إسهامي في نشر المعرفة والجمال الأدبي. علاوة على ذلك، فإنني أسعى باستمرار لتطوير أسلوبي وتجربة مواضيع جديدة في كتاباتي، مما يتيح لي فرصة التعلم والنمو كأديب وباحث. كل عمل أدبي وعلمي أقدمه هو بمثابة لبنة جديدة في بناء مسيرتي الأكاديمية والأدبية، وأتمنى أن أتمكن من إلهام الآخرين من خلال أعمالي ومساهماتي في هذا المجال.

ما هو أهم ديوان تعتز به؟

“بطاقة عشق” هو الديوان الأقرب إلى قلبي والذي أعتز به كثيراً لأنه يمثل جزءاً أساسياً من مسيرتي الشعرية. هذا الديوان ليس مجرد مجموعة من القصائد، بل هو تعبير صادق عن مشاعري وتجربتي الحياتية. كل قصيدة فيه تحمل قصة خاصة وتعكس مرحلة معينة من حياتي. عندما أقرأ “بطاقة عشق”، أسترجع ذكريات وأحداثاً مهمة، وهذا ما يجعله ديواناً مميزاً بالنسبة لي. هذا العمل يمثل ذروة تجربتي الشعرية، حيث تمكنت من التعبير عن أعماق مشاعري وأفكاري بأسلوب فني مبدع. كل قصيدة في الديوان هي بمثابة نافذة إلى جزء من روحي ومرحلة من حياتي، مما يجعلها قيمة لا تقدر بثمن. هذا الديوان يعكس تطوري كشاعر وقدرتي على التواصل مع القراء بشكل عميق ومعبر، وأتمنى أن يترك أثراً دائماً في قلوب من يقرأه.

حدثنا عن آخر جائزة حصلت عليها؟

الجائزة هي جائزة أول باحث عربي، مقدمة من اتحاد الجامعات العربية، وحزت عليها في مؤتمر معامل التأثير العربي التاسع الذي أقيم في أبو ظبي هذا العام. هذه الجائزة تعني لي الكثير، فهي اعتراف بجهودي في مجال البحث العلمي وإسهاماتي في تطوير المعرفة. لقد كانت لحظة فخر وسعادة عندما تم تكريمي، وأشعر بالامتنان لكل من دعمني في مسيرتي الأكاديمية. هذه الجائزة تمثل تتويجاً لسنوات من العمل الدؤوب والبحث المستمر، وهي بمثابة حافز لي للاستمرار في تقديم المزيد من الإسهامات العلمية والأدبية. إن الحصول على مثل هذه الجوائز يعزز الثقة بالنفس ويؤكد على أهمية المثابرة والاجتهاد في تحقيق الأهداف. أشعر بالفخر لأنني تمكنت من الوصول إلى هذا المستوى وأتمنى أن أواصل تحقيق النجاحات في المستقبل.

ماذا نحتاج لتطوير الإعلام في واقعنا العربي؟

لتطوير الإعلام في واقعنا العربي، نحتاج لدعامتين أساسيتين: أولاً، الاهتمام بتخريج دفعات إعلامية قوية وقادرة على تعزيز مهاراتها الإعلامية، مالكين أدواتهم الإعلامية التي سيدخلون بها سوق العمل. ثانياً، نحتاج إلى معالجة القضايا المعاصرة المهمة في المجال الإعلامي مثل الجرائم الإلكترونية، الأمن السيبراني، وكذلك الاهتمام بالشخصية الإعلامية والمحتوى المعالج لضمان أن الوسط الإعلامي يناقش القضايا المعاصرة ويجد حلولاً للمعضلات الأمنية التي تواجه المجتمع. الإعلام يجب أن يكون مرآة تعكس الواقع بصدق وشفافية، وأن يكون أداة للتغيير الإيجابي والبناء. كما يتعين علينا تعزيز الاستثمار في التكنولوجيا الإعلامية الحديثة وتدريب الكوادر على استخدامها بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نركز على تعزيز حرية الصحافة وضمان استقلالية المؤسسات الإعلامية لتتمكن من أداء دورها الرقابي والتوجيهي بشكل فعال. نحن بحاجة إلى إعلام مهني قادر على مواكبة التحديات الراهنة والمستقبلية، يسعى لنشر الوعي والمعرفة بين أفراد المجتمع، ويعزز من قيم النزاهة والشفافية.

ما هي نصيحتكم لطلبة قسم الإعلام والعلاقات العامة بالجامعة الأهلية؟

نصيحتي أنه يتوجب على الطالب أن يغذي نفسه بالكثير من المهارات اللغوية والإعلامية حتى يملك زمامها، وأن يدخل في مشاركات محلية وإقليمية ودولية للارتقاء بمستوى البحث العلمي وتقديم أوراق بحثية قابلة للنشر في مجلات محكمة ومعتمدة دولياً.

وبهذه الطريقة، سيكون قادراً على المشاركة في ركب الحضارة الإنسانية المتطورة، فيصبح قادراً على إظهار نفسه بشكل مميز ويمثل جامعته خير تمثيل. بذلك، يستطيع الطالب أن يشارك في التنمية المستدامة مما يساهم في خدمة الوطن واستمرار عجلة التنمية.

الطلاب يجب أن يكونوا دائماً على اطلاع على المستجدات في مجال الإعلام وأن يسعوا لتطوير مهاراتهم باستمرار ليكونوا قادرين على مواجهة تحديات المستقبل. من الضروري أن يبذلوا جهدًا في بناء شبكات تواصل قوية مع المهنيين والخبراء في المجال، وأن يستفيدوا من الفرص التدريبية المتاحة لهم. يجب عليهم أن يكونوا مثابرين ويسعوا للتعلم والتطوير الذاتي باستمرار، لأن مجال الإعلام يتطلب دائماً مهارات ومعارف جديدة لمواكبة التغيرات السريعة في العالم الرقمي والإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى